ودل المطرز على البناء لأن التطريز كالبناء شيء جانب بعضه إلى بعض ، وعلى الحراث لعبور الإبرة في الثوب كالسكة العابرة في الأرض وطلوع الخيط والإبرة كالنبات ، وعلى خادم من دلت عليه الثيات لأن الثوب المقصود منه الطراز لا تميل النفوس إليه حتى يتم ذلك. وقال إنسان : رأيت أنني تعلمت التطريز ، قلت : تتعلم الكتابة. وقال آخر : رأيت أنني أطرز أشكال الحيوان ، قلت : تصير دهاناً وتصور في صنعتك تصويراً على حسن ما طرزت. وقال آخر : رأيت أنني صرت أطرز بالزركش ، قلت : تصير بناءً للملوك الأكابر. وقال آخر : رأيت أنني أعمل بيدي زركشاً في قماش غيري والذهب من عندي ، قلت : تغير متاعك كذلك في فرح وتجمله به ، فجرى ذلك. وقال صبي : رأيت أنني صرت بناءً ، قلت : تتعلم صنعة التطريز ، فصار كذلك. وقال آخر : رأيت أنني صرت أبيض الغزل في مرجل وهو يتلف ، قلت : تتحايل على النسوان وتأخذ ما تعبوا عليه وتتلفه عليهم ، فجرى ذلك. وقال إنسان : رأيت أنني أصقل السيوف ، قلت : تصير مغسلاً ، فصار كذلك. وقال آخر : رأيت أنني صرت مطرياً ، قلت : تصير تتعانى عمل الجلود البانية. وقال آخر : رأيت أنني صرت مبيضاً ، قلت : تتعلم صنعة الورق ، فصار كذلك. ومثله قال آخر : قلت : تتعلم عمل الرقاق والكفافة ، فصار كذلك. وقال آخر : رأيت أنني صرت جلاء ، قلت : تصير كحالاً تجلي أبصار الناس ، فصار كذلك. فافهم ذلك موفقاً إن شاء الله تعالى.
التصنيفات